مواد كلية الطب من سنة أولى لسنة خامسة
لم يعد التغيير في نظام دراسة مواد الطب البشري في مصر مجرد تعديل إداري في عدد السنوات، بل هو ثورة حقيقية وإعادة هيكلة جذرية لفلسفة إعداد أطباء المستقبل. إن الانتقال من النظام التقليدي الذي امتد لست سنوات أكاديمية تليها سنة تدريب واحدة (نظام 6+1)، إلى الإطار الحديث المكون من خمس سنوات دراسية وسنتين للتدريب الإجباري (نظام 5+2)، يمثل استجابة حتمية لمتطلبات العصر وتحدياته. هذا التحول، الذي أقره المجلس الأعلى للجامعات ومجلس الوزراء، لم يكن خيارًا بقدر ما كان ضرورة ملحة.
يكمن المحرك الأساسي لهذا التغيير في السعي الحثيث لمواكبة المعايير العالمية في التعليم الطبي وضمان الاعتراف الدولي بالشهادات المصرية. فقد وضعت هيئات الاعتماد الدولية مهلة زمنية محددة للدول لتحديث برامجها الطبية، مما جعل هذا التطوير أمرًا لا مفر منه للحفاظ على القدرة التنافسية للخريجين المصريين في الساحة العالمية. يهدف النظام الجديد إلى تخريج طبيب يمتلك الكفاءات المطلوبة في سوق العمل الحديث، مع التركيز على المهارات العملية والقدرة على التفكير النقدي منذ اليوم الأول في الكلية.
جوهر هذا التحول في التعامل مع مواد كلية الطب هو الانتقال من المناهج القائمة على المواد المنفصلة (Discipline-Based) إلى نموذج متكامل قائم على الكفاءة (Competency-Based). وقد جاء هذا الإصلاح، الذي قادته لجان متخصصة مثل لجنة إصلاح برنامج الطب الجامعي (RUMP)، استجابةً لعدم رضا الطلاب عن الأساليب القديمة التي كانت تعتمد بشكل كبير على الحفظ والاستظهار دون اختبار مستويات التفكير العليا. هذا يعني أن خريجي النظام الجديد لن يكونوا مجرد مستودعات للمعلومات، بل ممارسين قادرين على تطبيق المعرفة وحل المشكلات السريرية بفعالية.
هذا التطور يخلق واقعًا جديدًا له تبعات عميقة. فهو يؤدي إلى وجود فئتين من الخريجين الجدد خلال الفترة الانتقالية: خريجو النظام القديم، وخريجو نظام 5+2. قد يواجه خريجو النظام القديم تحديات إضافية عند سعيهم للممارسة الطبية في الخارج، حيث قد يُطلب منهم إثبات معادلة مهاراتهم ومعارفهم عبر اختبارات إضافية. في المقابل، يحمل خريجو النظام الجديد شهادة مصممة من الأساس لتكون متوافقة مع التوقعات الدولية، مما يسهل مسارهم المهني نحو برامج الإقامة والزمالات العالمية، مثل مسار شهادة ECFMG اللازمة لمعادلة الشهادة في الولايات المتحدة. هذا الواقع الجديد لا يؤثر فقط على مستقبل الأفراد، بل يرسم ملامح السمعة المستقبلية للطب المصري على الساحة الدولية.
نظرة على المواد في النظام القديم (نظام 6+1)
كان النظام القديم يعتمد على الفصل الواضح بين العلوم الأساسية والسريرية. إليك نبذة موجزة عن توزيع المواد الأساسية في هذا النظام:
المرحلة الأكاديمية (السنوات 1-3)
- السنة الأولى والثانية: كانت مخصصة لدراسة جسم الإنسان السليم من خلال المواد التالية:
- علم التشريح (Anatomy): دراسة بنية وتركيب أعضاء الجسم البشري.
- علم الأنسجة (Histology): دراسة تفصيلية للخلايا والأنسجة تحت المجهر.
- علم وظائف الأعضاء (Physiology): فهم كيفية عمل كل عضو وجهاز في الجسم.
- الكيمياء الحيوية (Biochemistry): استكشاف العمليات والتفاعلات الكيميائية داخل الجسم.
- السنة الثالثة: كانت تمثل الجسر بين العلوم الأساسية والطب السريري، وتركز على فهم المرض:
- علم الأمراض (Pathology): دراسة طبيعة الأمراض والتغيرات التي تسببها في الأنسجة.
- علم الأدوية (Pharmacology): دراسة الأدوية وآلية عملها وتأثيراتها على الجسم.
- علم الأحياء الدقيقة (Microbiology): دراسة الكائنات الدقيقة المسببة للأمراض كالبكتيريا والفيروسات.
- علم الطفيليات (Parasitology): يختص بدراسة الطفيليات التي تصيب الإنسان.
المرحلة السريرية (السنوات 4-6)
في هذه السنوات، ينتقل الطالب إلى المستشفيات للتدريب العملي ودراسة التخصصات الطبية المختلفة:
- السنة الرابعة:
- طب العيون (Ophthalmology): دراسة أمراض العيون وتشخيصها وعلاجها.
- الأنف والأذن والحنجرة (Otorhinolaryngology - ENT): تخصص يهتم بأمراض الأنف والأذن والحنجرة واضطرابات السمع والتوازن.
- الطب الشرعي (Forensic Medicine): تطبيق العلوم الطبية في خدمة العدالة وكشف أسباب الوفاة والإصابات.
- طب المجتمع (Community Medicine / Public Health): يركز على الصحة العامة والوقاية من الأمراض على مستوى المجتمع.
- السنة الخامسة:
- الأمراض الباطنة (Internal Medicine): دراسة وتشخيص وعلاج الأمراض الباطنية المزمنة والمعقدة.
- طب الأطفال (Pediatrics): يهتم بصحة الأطفال وحديثي الولادة وتشخيص وعلاج أمراضهم.
- السنة السادسة:
- الجراحة العامة (General Surgery): تخصص يركز على العمليات الجراحية للأعضاء الداخلية وحالات الطوارئ الجراحية.
- أمراض النساء والتوليد (Obstetrics & Gynecology): يهتم بصحة المرأة والحمل والولادة وتشخيص أمراض الجهاز التناسلي الأنثوي.
مواد كلية الطب في النظام الجديد: نظام الوحدات المتكاملة (Modules)
لعل التغيير التربوي الأكثر أهمية في نظام الطب الجديد هو التخلي عن تدريس مواد كلية الطب بشكل منفصل واعتماد "نظام الوحدات المتكاملة" أو ما يعرف بـ "الموديولات" (Integrated Module System). لفهم هذا النظام، يمكننا استخدام مثال توضيحي: تخيل أنك تتعلم كل شيء عن سيارة. في النظام القديم، كنت ستقضي فصلًا دراسيًا كاملًا تدرس فيه المحركات فقط، ثم فصلًا آخر تدرس فيه الأنظمة الكهربائية فقط. أما في النظام الجديد، فأنت تدرس "نظام المحرك" كوحدة متكاملة واحدة؛ تتعلم تركيبه (التشريح)، وكيفية عمله (علم وظائف الأعضاء)، ونوع الوقود الذي يستخدمه (الكيمياء الحيوية)، والمشكلات التي قد تواجهه (علم الأمراض)، كل ذلك في نفس الوقت.
هذا النهج المتكامل يقدم فوائد جوهرية تميزه عن النظام التقليدي:
- تقليل التكرار والحشو: يقضي هذا النظام على ظاهرة "الحشو" التي كانت شكوى متكررة في النظام القديم، حيث كانت الموضوعات تتكرر في أكثر من مادة دراسية بشكل غير مترابط.
- تعزيز الصلة السريرية: يخلق النظام رابطًا قويًا ومباشرًا بين العلوم الأساسية وتطبيقاتها السريرية، مما يجعل المعلومات أكثر منطقية وسهولة في التذكر والاستيعاب. لم يعد الطالب يدرس التشريح كعلم مجرد، بل يدرسه في سياق وظيفته وأمراضه.
- تشجيع الفهم الشامل: يدرب هذا النظام عقل الطالب على التفكير في جسم الإنسان كنظام متكامل ومترابط، وليس كمجموعة من الأعضاء والأجزاء المنفصلة.
غالبًا ما يقترن هذا النظام بأساليب تدريس حديثة مثل "التعلم القائم على حل المشكلات" (Problem-Based Learning - PBL) والتعرض المبكر للبيئة السريرية، بهدف تنمية مهارات التفكير النقدي والتعلم الذاتي لدى الطلاب منذ السنوات الأولى.
هذا التحول في بنية مناهج مواد الطب البشري ليس مجرد تغيير في طريقة عرض المحتوى، بل هو تغيير في المهارات الذهنية المطلوبة للنجاح. لم يعد الهدف هو الحفظ والتذكر، بل أصبح القدرة على الربط والتحليل والتركيب. وهذا يفرض تحديات جديدة على الطلاب والأساتذة على حد سواء. يجب على الطلاب تطوير عادات قوية للتعلم الذاتي والقدرة على التعامل مع كم هائل من المعلومات المترابطة منذ البداية، وهو ما قد يكون مرهقًا في بعض الأحيان. وفي المقابل، يتوجب على أعضاء هيئة التدريس كسر الحواجز التقليدية بين الأقسام العلمية، والعمل معًا لتطوير المناهج وتقديمها بشكل تعاوني، وهو ما يمثل تحديًا مؤسسيًا وثقافيًا كبيرًا للجامعات التي اعتادت على الطرق القديمة لعقود. إن نجاح هذا الإصلاح الهائل يعتمد بشكل مباشر على قدرة الطرفين، الطلاب والأساتذة، على التكيف مع هذه الطريقة الجديدة في التفكير والعمل.
دليل تفصيلي لمواد الطب البشري سنة بسنة في النظام الجديد
تنقسم السنوات الخمس الأكاديمية في النظام الجديد إلى مرحلتين رئيسيتين، لكل منهما أهدافها وموادها التي تبني على ما قبلها، لتشكل رحلة متكاملة من العلوم الأساسية إلى الممارسة السريرية المتقدمة.
قد تختلف الترتيبات المذكورة، وبعض التفاصيل التدريسية لمواد الطب البشري في النظام الجديد من جامعة لأخرى، حيث تتداخل بعض مواد المرحلة الثانية مع المرحلة الأولى في بعض الجامعات، في حين تظل محتفظة بالاستقلالية التامة في جامعات أخرى، ولكن الهيكل الذي سنذكره في السطور التالية هو هيكل توضيحي يتقارب بنسبة كبيرة جدا بين مختلف كليات الطب، ولذا هو مقدم لفهم طريقة تدريس المواد بشكل أكبر من تقديمه كتعريفي بمواد كل مرحلة من المراحل المذكورة.
مواد المرحلة الأولى في كلية الطب (السنة الأولى والثانية)
تُعرف هاتان السنتان بالمرحلة "ما قبل السريرية" (Pre-clinical)، وهما حجر الزاوية الذي يُبنى عليه كل ما سيأتي بعد ذلك. الهدف الأساسي هنا هو بناء فهم عميق وشامل لجسم الإنسان السليم، من المستوى الجزيئي والخلوي إلى مستوى الأجهزة المعقدة. ومن أهم مميزات النظام الجديد هو تطبيق مبدأ "التعرض السريري المبكر"، حيث يبدأ الطلاب بزيارة المستشفيات وتعلم مهارات التواصل الأساسية مع المرضى منذ السنة الأولى، مما يربط النظرية بالواقع منذ البداية.
مواد كلية الطب البشري سنة أولى
في هذه السنة، يتم تعريف الطالب بلغة الطب ومفاهيمه الأساسية. لا تدرس مواد الطب البشري هنا كقوائم منفصلة، بل كجزء من وحدات متكاملة (Modules) تهدف إلى بناء صورة كلية.
- الوحدة التأسيسية (Foundation Module): غالبًا ما تبدأ السنة بهذه الوحدة التي تشمل المصطلحات الطبية، وأخلاقيات المهنة، ومقدمة عامة عن جسم الإنسان وبيولوجيا الخلية. هذه الوحدة هي بمثابة "دليل المستخدم" لدراسة الطب.
- وحدة البيولوجيا الجزيئية والخلوية: تدمج هذه الوحدة بين علم الأنسجة (Histology)، والكيمياء الحيوية (Biochemistry)، وعلم الوراثة (Genetics) لفهم الخلية، الوحدة الأساسية للحياة.
- وحدة العدوى والمناعة (Infection and Immunity): وحدة مبكرة وحيوية تجمع بين علم الأحياء الدقيقة (Microbiology) وعلم المناعة (Immunology) لشرح آليات دفاع الجسم ضد مسببات الأمراض.
- وحدة مقدمة لرعاية المريض (Introduction to Patient Care): هي وحدة طولية تستمر على مدار العام، تركز على مهارات التواصل، وأخلاقيات المهنة، وتوفر فرصًا مبكرة للتواصل مع المرضى تحت إشراف دقيق في البيئة السريرية.
من المهم التأكيد على أن المواد التقليدية الأساسية - علم التشريح (Anatomy)، وعلم وظائف الأعضاء (Physiology)، وعلم الأنسجة (Histology)، والكيمياء الحيوية (Biochemistry) - هي اللبنات الأساسية لهذه الوحدات. لا يتم تدريسها بشكل منعزل، بل يتم نسجها معًا داخل كل وحدة لتوفير فهم متكامل.
مواد سنة ثانية طب بشري
في السنة الثانية، ينتقل التركيز في مواد كلية الطب إلى تطبيق المعرفة التأسيسية لفهم وظائف أجهزة الجسم الرئيسية. تستمر الدراسة بنظام الوحدات المتكاملة، حيث يتم تخصيص كل وحدة لجهاز معين.
- وحدة الجهاز العضلي الهيكلي (Musculoskeletal System): تغطي تشريح ووظائف وأنسجة العظام والمفاصل والعضلات.
- وحدة الجهاز القلبي الوعائي (Cardiovascular System): تدمج بين تشريح القلب والأوعية الدموية، وفيزيولوجيا الدورة الدموية وضغط الدم، وأنسجة عضلة القلب.
- وحدة الجهاز التنفسي (Respiratory System): تغطي الرئتين والمسالك الهوائية من جميع الجوانب العلمية.
- وحدة الجهاز الهضمي (Gastrointestinal System): تستكشف الجهاز الهضمي، من المريء إلى المستقيم، بما في ذلك الأعضاء الملحقة كالكبد والبنكرياس.
- وحدة الجهاز البولي (Renal System): تركز على الكلى والمسالك البولية.
- وحدة أمراض الدم والجهاز الليمفاوي (Hematology): وحدة متخصصة تدرس مكونات الدم، وعملية التخثر، والجهاز الليمفاوي.
خلال هذه السنة، تستمر وحدة "مقدمة لرعاية المريض" في التطور، حيث ينتقل الطلاب من مهارات التواصل الأساسية إلى تعلم كيفية أخذ تاريخ مرضي مبسط وإجراء فحوصات بدنية أساسية تحت الإشراف.
مواد المرحلة الثانية في الطب البشري (السنوات الثالثة والرابعة والخامسة)
تمثل هذه المرحلة الانتقال الأهم في رحلة طالب الطب؛ من فهم الجسم السليم إلى فهم الجسم المريض. هنا يتعلم الطالب كل ما يتعلق بالأمراض، وتشخيصها، وعلاجها. يتغير ميزان التعلم تدريجيًا من الاعتماد على قاعات المحاضرات إلى التعلم في المستشفيات من خلال الدورات السريرية (Clinical Rotations).
مواد سنة ثالثة طب بشري: فهم آليات المرض
تعتبر السنة الثالثة الجسر الحقيقي الذي يربط بين العلوم الأساسية والطب السريري. يتعلم الطلاب "ماذا" و"لماذا" و"كيف" تحدث الأمراض وتُعالج.
- المواد الأساسية الجديدة:
- علم الأمراض (Pathology): هو حجر الزاوية في السنة الثالثة. يتعلم الطلاب أسباب وآليات الأمراض على المستوى الخلوي والنسيجي، بناءً على ما درسوه في علم الأنسجة ووظائف الأعضاء.
- علم الأدوية (Pharmacology): دراسة الأدوية، وكيفية عملها، وآثارها الجانبية، واستخداماتها السريرية.
- علم الأحياء الدقيقة والطفيليات: غالبًا ما تتم إعادة دراستها بعمق سريري أكبر، مع التركيز على الأمراض المعدية الشائعة.
- استمرار الوحدات القائمة على الأجهزة (بتركيز سريري):
- وحدة العلوم العصبية (Neurosciences): وحدة متكاملة تغطي الدماغ والحبل الشوكي والأعصاب الطرفية، ولكنها الآن تتضمن دراسة الأمراض العصبية الشائعة.
- وحدة الغدد الصماء والتكاثر (Endocrinology & Reproduction): تغطي الجهاز الهرموني والأعضاء التناسلية، بما في ذلك أمراض مثل السكري واضطرابات الغدة الدرقية.
- مقدمة في الطب السريري: يبدأ الطلاب أولى دوراتهم السريرية الفعلية، غالبًا في أقسام الباطنة العامة والجراحة العامة، حيث يتعلمون تطبيق معارفهم على مرضى حقيقيين، وأخذ تاريخ مرضي مفصل، وإجراء فحص بدني كامل.
مواد سنة رابعة طب بشري: الدورات السريرية الأساسية
في هذه السنة، يقضي الطلاب معظم وقتهم في المستشفيات، كجزء من الفرق الطبية، لاكتساب خبرة عملية مكثفة في التخصصات الطبية الكبرى.
- الدورات الرئيسية (Clerkships):
- الأمراض الباطنة (Internal Medicine): دورة طويلة وشاملة تغطي تخصصات فرعية متنوعة مثل أمراض القلب، وأمراض الصدر، وأمراض الجهاز الهضمي.
- الجراحة العامة (General Surgery): دورة تأسيسية يتعلم فيها الطلاب الرعاية قبل وبعد العمليات الجراحية، ويشاركون كمساعدين في غرفة العمليات.
- طب الأطفال (Pediatrics): تركز على صحة وأمراض الرضع والأطفال والمراهقين.
- أمراض النساء والتوليد (Obstetrics & Gynecology): تغطي صحة المرأة الإنجابية، والحمل، والولادة.
- الدورات القصيرة:
- طب المجتمع والصحة العامة (Community Medicine): تركز على صحة السكان، وعلم الأوبئة، والطب الوقائي.
- الطب الشرعي والسموم الإكلينيكية (Forensic Medicine & Toxicology): تغطي الجوانب الطبية للقانون وتشخيص وعلاج حالات التسمم.
مواد سنة خامسة طب بشري: التخصصات الدقيقة
تركز السنة الخامسة على اكتساب خبرة من خلال دراسة أقسام خاصة من مواد الطب البشري، قد تدرس بشكل مستقل، أو بشكل متكامل مع بعض الوحدات الدراسية الأخرى.
- دورات التخصصات الدقيقة:
- طب وجراحة العيون (Ophthalmology)
- الأنف والأذن والحنجرة (Otorhinolaryngology - ENT)
- جراحة العظام (Orthopedics)
- الأمراض الجلدية (Dermatology)
- الطب النفسي (Psychiatry)
- التخدير والعناية المركزة (Anesthesia & Intensive Care)
- المواد الاختيارية (Electives): غالبًا ما تتاح للطلاب فرصة اختيار دورات اختيارية في مجالات تهمهم بشكل خاص، مما يسمح لهم باستكشاف مسارات مهنية محتملة.
- الامتحانات النهائية: تتوج السنة بامتحانات شاملة، نظرية وسريرية (مثل امتحان OSCE)، تقيّم معرفة الطالب ومهاراته عبر المنهج الدراسي بأكمله.
ما وراء الأسلوب الحديث في دراسة مواد كلية الطب
إن المنهج الدراسي الجديد لا يهدف فقط إلى تخريج أطباء يمتلكون ذاكرة فوتوغرافية للحقائق الطبية، بل يهدف إلى صقل شخصية الطبيب كمهني متكامل. فالطب الحديث لم يعد يعتمد فقط على المعرفة، بل على مجموعة من الكفاءات الأساسية التي يتم التأكيد عليها طوال رحلة الـ 5+2.
- مهارات التواصل: القدرة على الاستماع الفعال للمرضى، وشرح المعلومات الطبية المعقدة بوضوح وتعاطف، والتعاون الفعال مع الزملاء في الفريق الطبي.
- الاحترافية والأخلاقيات: فهم وتطبيق المبادئ الأخلاقية للمهنة، واحترام سرية المريض، وإظهار النزاهة والرحمة في جميع التعاملات.
- العمل الجماعي والتعاون: إدراك أن الرعاية الصحية الحديثة هي رياضة جماعية، وتعلم كيفية العمل بفعالية مع طاقم التمريض والصيادلة وغيرهم من المهنيين الصحيين.
- مهارات التعلم مدى الحياة والبحث العلمي: غرس مفهوم أن المعرفة الطبية في تطور مستمر، وتزويد الطلاب بالمهارات اللازمة لتقييم الأدلة العلمية بشكل نقدي والانخراط في التطوير المهني المستمر.
ترتبط هذه المهارات ارتباطًا وثيقًا ببنية المنهج الجديد. فوحدات مثل "الطبيب والمريض والمجتمع" والتركيز على الطب القائم على الأدلة ليست مجرد إضافات، بل هي أدوات أساسية مصممة لتنمية هذه الكفاءات الجوهرية.
مواد الطب في سنتان الامتياز
لم تعد فترة الامتياز مجرد سنة تدريبية، بل أصبحت برنامجًا تعليميًا إلزاميًا ومنظمًا يمتد لعامين كاملين، وهي جزء لا يتجزأ من متطلبات الحصول على درجة البكالوريوس في الطب والجراحة. تمثل هاتان السنتان الجسر الذي يعبره الخريج من كونه طالبًا إلى كونه طبيبًا مرخصًا ومؤهلًا للممارسة.
الهدف الأساسي من تمديد فترة الامتياز إلى عامين هو ضمان انتقال الطبيب المتدرب من مرحلة الممارسة تحت الإشراف المباشر إلى مرحلة الممارسة المستقلة بكفاءة وثقة. ينصب التركيز خلال هذه الفترة على تطوير حس المسؤولية، والتعاطف، والاحترافية المهنية. يتكون البرنامج من سلسلة من الدورات الإلزامية في التخصصات الطبية والجراحية الأساسية لضمان بناء أساس سريري متين، وتشمل عادةً ما يلي:
- الأمراض الباطنة
- الجراحة العامة
- طب الأطفال
- أمراض النساء والتوليد
- طب الطوارئ
- التخدير
- فترات اختيارية لاستكشاف التخصصات الفرعية.
خلال هذه الفترة، تشمل مسؤوليات طبيب الامتياز أخذ التاريخ المرضي، وإجراء الفحوصات السريرية، وطلب وتفسير الفحوصات الأساسية، وكتابة الوصفات الطبية تحت إشراف، والمساعدة في الإجراءات الطبية والجراحية، والمشاركة كعضو فاعل في الفريق الصحي. إنها فترة يتم فيها تحويل المعرفة النظرية المكتسبة على مدار خمس سنوات إلى مهارات وحكمة سريرية عملية، مما يجعلها فترة تعلم ونمو مهني لا مثيل لها.
إن مضاعفة فترة الامتياز من عام إلى عامين هي التغيير الأهم لضمان الكفاءة السريرية للخريجين، حيث تعالج بشكل مباشر النقد الذي كان يوجه للنظام القديم بأن سنة واحدة غير كافية لإعداد أطباء جاهزين للممارسة المستقلة. لكن هذا التغيير يخلق ديناميكية جديدة؛ فهو يوفر للمستشفيات قوة عاملة أكبر من الأطباء المبتدئين لفترة أطول، ولكنه في الوقت نفسه يضع عبئًا تدريبيًا وإشرافيًا هائلاً على تلك المستشفيات وكبار الأطباء فيها. إن نجاح هذا النموذج يعتمد كليًا على جودة الإشراف والتعليم المنظم المقدم خلال هذين العامين. فإذا تحولت هذه الفترة إلى مجرد مصدر للعمالة الرخيصة دون إشراف تعليمي قوي، فإن الهدف الأساسي من الإصلاح بأكمله سيكون قد تم تقويضه.
خاتمة مواد الطب البشري
إن الالتحاق بكلية الطب في مصر بنظامها الجديد هو الشروع في رحلة تحويلية، مليئة بالتحديات ولكنها مجزية للغاية. لقد تم تصميم هذا المسار بعناية لإعداد جيل جديد من الأطباء القادرين على المنافسة عالميًا وتقديم رعاية صحية متميزة. من خلال فهم بنية المنهج، وطبيعة كل مرحلة، والمهارات المطلوبة، يمكنك أن تخطو هذه الرحلة بثقة ووضوح.
لقد قدم لك هذا الدليل الشامل خريطة طريق لفهم كل ما يتعلق بنظام دراسة مواد الطب البشري، وتعريف هذه المواد بشكل عام، ويعد دليل مبدأي لرحلتك الكاملة في كلية الطب. أنت الآن تفهم "ماذا" و"لماذا" في كل مرحلة. ولكن للتميز الحقيقي، وللتغلب على تعقيدات كل وحدة دراسية وإتقان الكم الهائل من المعلومات، فأنت بحاجة إلى أكثر من مجرد خريطة أنت بحاجة إلى مرشد متخصص واجتهاد في البحث والتعلم.