حمل الكتب بشكل مباشر من التليجرام : انضم الآن !

اختيار التخصص الطبي حسب الشخصية | عوامل اختيار التخصص الطبي في مصر

اختيار التخصص الطبي في مصر

اختيار التخصص الطبي في مصر 

بسم الله الرحمن الرحيم، سنأخذكم في هذا المقال في جولة حول كيفية اختيار التخصص الطبي في مصر بشكل خاص، ولكل أحد بشكل عام ومعرفة العوامل والأسباب التي تجعلك تفضل أن تختار تخصص معين دونا عن باقي التخصصات، حيث أن البعض قد يفضل اختيار التخصص الطبي حسب الشخصية، والبعض الآخر يفضل الاختيار على حسب المادة والعائد الذي يعود عليه، ولاختلاف الأفكار والتوجهات فإننا نقدم لكم في هذا المقال خلاصة العوامل التي تساهم في معرفة أنسب التخصصات الطبية لك.

عوامل اختيار التخصص الطبي في مصر

بالطبع يمكن أن نعدد قائمة غير منتهية من العوامل التي تؤثر في اختيار تخصص طبي عن آخر، غير أننا قد جمعنا أهم عشر عوامل تساهم في توجيه فكرك لاختيار تخصص دون غيره ليساهم ذلك في أن تكون طبيبا ناجحا بإذن الله، وقد تمثلت تلك العوامل العشر في التالي:

  • اختيار التخصص الطبي على حسب نوع التخصص
  • اختيار التخصص الطبي على حسب المحتوى العملي والإكلينيكي
  • اختيار التخصص الطبي على مقدار الاحتكاك والتعامل مع المرضى
  • اختيار التخصص الطبي على حسب نوعية المريض
  • اختيار التخصص الطبي تبعا لفرص الحصول عليه
  • اختيار التخصص على حسب المكانة الاجتماعية للتخصص
  • اختيار التخصص الطبي على حسب نمط الحياة
  • اختيار التخصص الطبي على حسب مدة البرنامج التدريبي
  • اختيار التخصص الطبي على حسب العائد المادي
  • اختيار التخصص الطبي على حسب فرص العمل والتنافسية 

وبكل تأكيد إذا نظرنا إلى العشر عوامل التي تم ذكرها سنرى أن معظمها يمكن أن ينتمى لبند اختيار التخصص الطبي حسب الشخصية، فالشخصية هي التي تحدد الميل لنوع معين من شكل العمل والحياة والعائد المادي، وسنفصل معكم في السطور التالية بنبذة عامة عن كل عامل من تلك العوامل العشر تحت العنوان الكبير الذي أشرنا له.

اختيار التخصص الطبي على حسب نوعه

كما أشرنا أن هناك عشر عوامل مهمة تساهم في تحديد التخصص الطبي المناسب لك، وأخبرنا أن جل هذه التخصصات يمكن أن تقع ضمن عنوان كبير هو عنوان اختيار التخصص الطبي حسب الشخصية. 

تمثل أول عنوان من هذه العناوين هو نوع التخصص الطبي نفسه، حيث أن التخصصات الطبية تنقسم بشكل إجمالي إلى تخصصات عامة، وأخرى متخصصة، وإلى تخصصات مساعدة. 

تتمثل التخصصات العامة في التخصصات التي تتعامل مع فرد أو كيان بشكل إجمالي دون العناية بجزء معين، وعلى رأس هذه التخصصات كلا من: طب الأسرة، والباطنة العامة، والجراحة العامة، والأطفال، والطب النفسي، والنساء والتوليد، بينما تتمثل التخصصات المختصة في أنواع كثير منها: العيون، والقلب، والصدر، وجراحة المسالك، والكلى، وتخصصات فرعية مختلفة في كلا من الباطنة والجراحة، بينما تتمثل التخصصات المساعدة في كلا من الأشعة والتحاليل الطبية والتخدير والطب النووي. 

ومعرفة ميولك والمجال الذي ترى أنه هو الأنسب لك يساعدك في تحديد واختيار التخصص الطبي. 

اختيار التخصص الطبي تبعا لمحتواه العلمي والعملي

من المهم أن تضع في حسبانك أن لكل تخصص نصيب في مادة من مواد الطب تزيد عن غيرها من المواد، فمثلا لمجرد التوضيح قد نرى أن الجراحات وكذلك تخصص الأشعة في حاجة إلى معرفة أكبر بعلم التشريح أكثر من غيره من المواد، بينما يعتمد التخدير على كلا من الفسيولوجي والفارماكولوجي بشكل يزيد عن باقي مواد كلية الطب، وعلى هذا القياس في باقي التخصصات. 

ومن المهم بكل تأكيد أن تكون محبا أو على الأقل تمتلك قابلية لمذاكرة ومراجعة مادة التخصص التي ترغب في اختياره، فإن كنت ترى أن الفارماكولوجي مادة معقدة أو صعبة فقد يكون اختيار التخدير ليس بالأمر الصواب، وإن كنت ترى أن مذاكرة مادة الأناتومي صعبة وتواجهك بها مشاكل كثيرة فمن الأفضل أن تبعتد عن الجراحات، وإن كان هذا الكلام ليس دقيقا تماما، إلا أن المقصود منه فكرة قبول وحب مادة التخصص حتى تجد في نفسك قابلية للمراجعة والمذاكرة المستمرة وهو أمر ضروري يلزم لكل طبيب لكي يزيد من حصيلة معلوماته وبالتالي تميزه في تخصصه. 

اختيار التخصص تبعا لمقدار الاحتكاك مع المرضى

وإن كنا أشرنا إلى أن جل العوامل المذكورة من عوامل اختيار التخصص الطبي تقع بشكل ما تحت عنوان واحد يتمثل في اختيار التخصص الطبي حسب الشخصية، فإن هذا العامل يعد أولاها وأقربها له، ومن المميز في مجال الطب أنه يوفر تخصصات متنوعة تلبي غرض وطلب مختلف الشخصيات.

فقد يجد البعض كل متعته في التعامل مع البشر ومخالطتهم والقرب منهم وبالتالي سيكون من الأفضل له أن يجعل اختياراته تميل ناحية الباطنة والأطفال وطب الأسرة وما شابه هذه التخصصات، بينما قد يجد البعض أصعب ما في الطب هي كم التعامل والخلطة بالمريض ولا يجد من نفسه قبولا وميلا لمخالطة البشر فبالتالي يكون الأنسب لهذا أن يختار تخصص من ضمن تخصصات الجراحة أو الأشعة أو التخدير على حسب ميوله والعوامل الأخرى. 

اختيار التخصص تبعا لنوع المريض

كذلك من أهم العوامل التي تساهم في اختيار التخصص الطبي هو طبيعة المريض والحالات التي ستتعامل معها، فبعض التخصصات الطبية تكون في حاجة إلى طبيب لديه قدرة عالية من التعامل مع الضغوطات وتحملها وعلى رأسها الطوارئ، حيث أن حالات الطوارئ تتطلب أن يكون الطبيب على قدرة عالية من الجهوزية والاستعداد للتعامل مع حالات مختلفة ومتنوعة ولا تحتمل التأخر أو الخطأ، وبالتالي فمن لم يكن يملك قدرة عالية من التكيف مع الضغوطات وتحملها، أو كان يرى من نفسه أن عصبي ولا يتمالك نفسه فمن الأفضل له أن يتجنب تخصص طب الطوارئ

أيضا تخصص آخر مثل تخصص الأطفال يتعامل مع نوع معين من المرضى يمكن أن نسميهم المرضى الصامتين، أو العنيدين، أو البكائين، فالأطفال سترى فيهم كل هذه الصفات، فهم لا يتكلمون لانعدام القدرة على هذا الأمر بشكل طبيعي، وهم في كثير من الأحيان يتصفون بالعند ويحتاجون إلى نوع خاص من التعامل يجب أن يكون لديك قدر كبير من الصبر وإطالة البال لكي تتعامل معهم بالشكل المثالي.

وعلى هذا فقس باقي التخصصات، وابحث في كل تخصص عن طبيعة المرضى ومختلف الحالات المرضية التي تأتي بكثرة لهذا التخصص وانظر مدى مناسبة طبيعة هؤلاء المرضى معك. 

اختيار التخصص الطبي تبعا لفرص حصولك عليه

قد يغفل الكثير من الأطباء عند اختيار التخصص عن هذا العامل البالغ الأهمية، فمجرد حب التخصص لا يعد أمرا كافيا لاختياره، حيث يعمل المجموع الكلي للطبيب في الكلية على تحديد التخصص والمكان الذي يناسب هذا المجموع. 

فبعض التخصصات تحتاج إلى مجموع عال لإمكانية الحصول عليها مطلقا، والبعض يحتاج إلى مجموع عال للحصول عليه في مكان به تعليم جيد، وهناك تخصصات يجب عليك أن تختار مكان تعليمي قبل أن تختار التخصص نفسه، فالتخصصات الجراحية لا يمكن بحال من الأحوال أن تختاره نظرا لحبك له ومجموعك لا يوفر لك فيه إلا أماكن بعيدة خالية عن فرص جيدة للتعليم وهي تخصصات بحاجة لمعلم لا مجال لتعلمها بشكل فردي مطلقا. 

وهذا باختلاف بعض التخصصات التي يكثر الحاجة عليها والتي يمكن الحصول عليها في أماكن جيدة جدا بمجموع قليل، وهذا العامل يوضح لنا مدى أهمية الدرجات في كلية الطب وأهمية تحصيل أكبر قدر من الدرجات فيها (وطبعا بشكل حلال). 

اختيار التخصص تبعا للمكانة الاجتماعية

من العوامل التي قد تدخل في تحديد أو اختيار التخصص الطبي  في مصر هو عامل المكانة الاجتماعية، وفي الحقيقة فإن هذا لا يعد من العوامل التي تتدخل في اختيار التخصص بأي حال من الأحوال بشكل مؤثر، بل تم ذكر هذه النقطة للتنبيه على خطأ شائع يقع فيه الكثير عند اختيار التخصص الطبي، حيث ينظر البعض لمدى مكانة هذا التخصص في محيطه أو مجتمعه، فالبعض يظن أن تخصص المخ والأعصاب مثلا أعلى قيمة ومكانة من تخصص الباطنة العامة. 

وبكل تأكيد فهذا خطأ شائع لا يفترض أن يتدخل في اختيار التخصص، فمدار القيمة والمكانة تكمن في مدى اجتهادك وتميزك في التخصص أي يكن هذا التخصص، وليست العبرة في أن تكون طبيب مخ وأعصاب وأنت ضعيف علمي في هذا التخصص أو لم تجد مكانا جيدا للتعلم فيه. 

اختيار التخصص الطبي تبعا لنمط الحياة

من أهم العوامل التي تدخل في اختيار التخصص الطبي في مصر هي طبيعة ونمط الحياة في هذا التخصص، فحتى وإن كان جل التخصصات الطبية هي تخصصات بها شكل من التعب والصعوبة والحاجة إلى بذل جهد كبير، إلا أن هناك بعض التخصصات التي تتفرد في صدارة هذا الأمر، كما أن بعض التخصصات قد يتعلق بها الكثير من المشاكل الطبية والأمور القانونية. 

فمن كان يريد أن يحافظ على قدر أكبر من حياته الاجتماعية والأسرية مثل الزوجة التي لديها أطفال وبيت في حاجة لرعايتها، أو الرجل الذي عليه التزامات متعددة بجانب الطب، فكل هؤلاء ومن كان على شاكلتهم عليهم الابتعاد عن التخصصات الطبية التي تحتاج لجهد ووقت وكبير وأن يغيروا وجهاتهم إلى تخصصات أخف في طبيعة ووقت العمل مثل الجلدية والعيون والأنف والأذن على سبيل المثال. 

ومن كان يريد أن يتجنب المشاكل والمسائلات القانونية ولا يريد أن يعرض نفسه لهذا الجانب من قريب أو بعيد فعليه أن يتجنب التخصصات الطبية التي هي مرتع وساحة واسعة للأمور القانونية والمشاكل والتعويضات وعلى رأسها الجراحة بمختلف تخصصاتها، وكذلك تخصص النساء والتوليد، والتخدير. 

اختيار التخصص الطبي تبعا لمدة برنامج التدريب

وأيضا هذا من العوامل التي تذكر للتنبيه والتحذير قبل أن يكون ذكرها عامل من عوامل اختيار التخصص الطبي في مصر، فبعض التخصصات الطبية مثلا يحتاج إلى برنامج تدريبي (سواء كانت زمالة أو غيرها) أكثر أو أقل من غيره من التخصصات. 

فمثلا زمالة طب الأسرة مدتها ثلاث سنوات، بينما جل التخصصات بين أربع أو خمس سنوات، ويأتي على رأس التخصصات في طول المدة تخصص المخ والأعصاب حيث تبلغ مدة برنامج التدريب به سبع سنوات. 

فمن الخطأ أن تقوم باختيار تخصص طب الأسرة مثلا لأن عدد سنوات الزمالة فيه قليلة دون أن تنظر إلى عواقب ونتائج والآثار المترتبة على هذا الاختيار والمسار الذي سيتم السير فيه تبعا لاختياره، كما أن بعض الأشخاص قد يكون في حاجة لتخصص يناسب طبيعة حياته وبالتالي قد يمثل اختيار تخصص المخ والأعصاب عائقا لا يتوافق مع متطلبات أو أمور خاصة في حياة الطبيب. 

اختيار التخصص الطبي تبعا للدخل والماديات

أيضا من الأمور الهامة جدا في اختيار التخصص الطبي في مصر هو الماديات التي يوفرها هذا التخصص، وقد يمثل هذا أهم أولوية لدى الكثير من الأطباء ويعد أهم عامل في اختيار التخصص لدى البعض. 

فقد يقع الكثير في خطأ كبير باختيار التخصص الذي يوفر ماديات أعلى دون النظر لباقي العوامل ودون أي اعتبار لمناسبة هذا التخصص له فيرى أنه قد وقع اختياره على أمر لا يناسب ولا يتوافق مع قدراته فينتج عن هذا فشل وضعف يجعله غير متمكنا من تحقيق الماديات التي اختار هذا التخصص لأجلها. 

ولذا فمن المهم ألا تنخدع في هذا البند وأن تجعله بكل تأكيد في اعتبارك عند اختيار التخصص لكن لا تجعله العامل الأهم والأول، فاختيار التخصص الأنسب لك سيساعدك على التميز والبزوغ فيه وبالتالي تحقيق ماديات أعلى وأفضل من التخصص الذي يوفر بطبيعته ماديات كبيرة بينما هو لا يتناسب مع قدراتك وطبيعتك. 

اختيار التخصص تبعا للتنافسية وفرص العمل

بكل تأكيد وقبل أي شيء ذكر أو لم يذكر فأمر الماديات والرزق هي أمور يتحكم فيها رب العزة ويقدرها كيفما يشاء على أي هيئة تكون، غير أننا إن ذكرنا أمور تتعلق بهذا الجانب فإنما نذكرها لمجرد الأخذ بالأسباب مع تمام اليقين أن الأمور الأرزاق كلها بيد الله يصرفها كيف يشاء.

ولذا من الأمور المهمة التي يلزم أن يضعها الطبيب في حسبانه عند اختيار التخصص الطبي في مصر أن ينظر لسوق عمل هذا التخصص وينظر لفرص عمل الأطباء داخل مصر في هذا التخصص، ويقيم أو يقدر التنافسية وقوتها في هذا التخصص وينظر إلى قدرات نفسه وإمكانياته الخاصة ويحدد مدى قدرته على مواكبة التنافسية في هذا التخصص.  

خاتمة اختيار التخصص الطبي 

في ختام هذا المقال نذكركم أن هذه وإن كانت من أهم العوامل التي تساعد في تحديد واجهتك، إلا أنه من المهم التنبه إلى أنها لا تمثل حصر شامل لكل العوامل، فأنت بشخصيتك وظروفك ووضعك المختلف لابد أن ترى الأنسب لك من كل الجهات بغض النظر عن أي شيء ما دام أن هذا هو المناسب لك بشكل فعلي.

اقرأ أيضاكتاب مستقبل الطبيب 

اقرأ أيضامميزات وعيوب الطبيب الحر 

اقرأ أيضاللأطباء: كيف تحمي نفسك من المسائلات القانونية.

اقرأ أيضاكيفية التفوق في كلية الطب قبل وبعد التخرج 

عن المؤلف

طبيب عام خريج كلية الطب بجامعة الأزهر، أسعى من خلال موقع دكتور هايبو إلى تقديم محتوى طبي تعليمي وتثقيفي مفيد بإذن الله، وذلك من خلال نشر مختلف الموارد التعليمية لدارسي الطب والصيدلة والتمريض وباقي التخصصات الطبية.

إرسال تعليق

مواضيع من نفس القسم
ملفات تعريف الارتباط
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط وتقنيات التتبع الأخرى لتحسين تجربة التصفح الخاصة بك على موقعنا الإلكتروني ، ولإظهار المحتوى المخصص والإعلانات المستهدفة لك ، وتحليل حركة المرور على موقعنا ، وفهم من أين يأتي زوارنا.
أوبس!
يبدو أن هناك خطأ في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت والعودة للتصفح مرة أخرى.