حمل المزيد من الكتب الطبية بشكل مباشر من التليجرام مجانا: انضم الآن !

طريق النجاح والوصول للهدف

تحفيز الذات للنجاح والوصول للهدف

هل من الصعب عليك الوصول لهدفك أيا ما كان سواء دراسة أو عمل أو حتى تطوير الذات؟!

هل تقف في منتصف الطريق فاقدًا الرغبة في الاستمرار؟!

هل تحس بالإحباط بعد فترة؟! 

لنتفق أن أغلبية الناس يعانون من نفس المشكلات بالضبط، وأن آخر إحصائية رسمية تشير إلى أن فقط 10% من البشر يشعرون أنهم فعلا يحققون أهدافهم. 

إذا أردت أن تعرف كيف تكون من هؤلاء المنتمين إلى ال 10%، فتابع معنا في هذا المقال. 

أولا نحتاج أن نعرف أن الموضوع ليس سحرًا وليس كلمتين ستقرأهما بسرعة لكي تتحفز بسرعة وتهبط بسرعة، الموضوع طريقة وخطة لكي تصل لهدفك. 

الوقت ليس ملكك

فلنتفق على أن (الوقت) سيمر شئنا أم أبينا، سواء طورتَ نفسك فيه أم أمضيته في اللعب، والسنة القادمة ستأتي إن شاء الله لا محالة، فإما أن تأتي وأنت واقف لا تحرك ساكنا، وإما أن تأتي وأنت أفضل مما أنت عليه الآن. 

لا شك أنك وقت تحديد هدفك سيكون عندك بعض الحماس والطموح ولكن هناك شيء مهم جدًا ستغفل عنه وقت تحديد هدفك ولن يأتي في بالك أبدًا وهو (الحياة) نفسها. 

ففي بعض الأوقات تحس أنك بمجرد أن تنوي بدء خطوة معينة، تجد أن الحياة تعرقلك وتشتتك عن هدفك، وتجد نفسك انشغلت في أشياء أخرى، ولو لم تركز على هدفك فستفقد حماسك الذي بدأت به وبالتالي التطور الذي كنت ترجوه لن يحصل وبالتالي تفقد التحفيز المطلوب، والأخطر من ذلك ثقتك في نفسك ستصبح محل سؤال. 

من السهل جدا أن تلوم الظروف أو العمل أو العائلة أو أي شيء آخر يشتتك عن هدفك، ولكنك نسيت شيئا مهمًا وهو أن كل هذه الأشياء ستظل تأخذ جزءًا من وقتك ومن حياتك! 

إذا إلقاء اللوم على هذه الأشياء لن يفيدك بأي شيء بالعكس نفسيا علماء النفس يقولون إن هذا التفكير خطير جدا وأنه من أكثر الأشياء هدما لذاتك لأنك بهذه الطريقة توحي لنفسك أنك لا تمتلك أي قدرات داخلية في نفسك، وأن نجاحك ليس بيدك أنت بل بيد الظروف والناس من حولك. 

كيف يستمر الحماس!!!

حسنا! ما الذي أستطيع عمله لكي أصل لهدفي رغم المصاعب؟!، وكيف أستطيع أن أستمر بحماس؟! 

هناك أساليب وخطوات معينة تستطيع أن تطبقها وستساعدك في أن تظل مركزًا على هدفك، وكذلك ستجعلك متحمسًا أكثر ومصممًا أكثر على الوصول، وهم ست نقاط:

فكر مرة ثانية

 فكر مرة ثانية في هدفك، هل هدفك يتماشى مع القواعد الخمسة لوضع الهدف؟! 

وضع الهدف له خمس قواعد تختصرهم كلمة SMART وهم:


Specific: هدفك محدد 

Measurable: هدفك يمكن أن يقاس 

Attenable: هدفك يمكن تحقيقه

Realistic: هدفك واقعي 

Timed: هدفك محدد بوقت 

لكن لاحظ أن كلمة محدد بوقت لا تعني أنك تحدد وقتًا للوصول للهدف، ولكن المعنى أن تحدد وقتًا لمحطات الهدف، وهذه النقطة ستضح معنا بعد قليل في النقطة الثالثة. 

اختصر قائمة أهدافك

فكرة أن يكون عندك أهداف في حد ذاتها شيء جميل، لكن إذا كانت أهدافك كثيرة ستجد أنها بدأت تشتتك؛ ولذلك يجب أن تحاول ألا تمتلك أكثر من هدفين أو ثلاثة فقط في نفس الوقت. 

هناك مصطلح انجليزي يقول: 

   "Don't spread yourself too thin" 

أي لا تفعل أشياء كثيرة في نفس الوقت، فلو قلت لك مثلا أوقف قراءتك لهذا المقال واكتب أهدافك حالا...،

لو فكرت جيدا وأخذت وقتك ستجد نفسك تكتب أهدافًا كثيرة، لا تتجاهل أي هدف كتبته ولكن حدد أكثر هدفين مهمين لك حاليا واجعلهما في قائمة خاصة بهما، واجعل باقي الاهداف مقسمين في خانتين:

الخانة الأولى عبارة عن أهداف مهمة يجب أن تبدأ فيها بمجرد أن تنتهي من الأهداف الحالية. 

والخانة الثانية عبارة عن أهداف يمكن أن نؤجلها فيما بعد.

إذا وضعت كل الأهداف ورتبتهم هكذا فسيساعدك ذلك في أن تظل مركزًا في الأهداف الحالية لأنك تعرف أن باقي الأهداف ستأتي فيما بعد إن شاء الله. 

لكن كن حذرا لأن كثير من الناس يتجاهلون كتابة أهدافهم ويظنون أنه أمر غير مهم أن أكتب هدفي وأنهم لن ينسوه أصلا وهذا خطأ شائع للأسف. 

تذكر دائما أن أي هدف تحدده سيستلزم منك طاقة وجهدًا لكي تصل إليه، فلو عملت على أكثر من هدف معًا ستوزع هذه الطاقة والجهد على أكثر من هدف في نفس الوقت، فسيكون نصيب كل هدف من الطاقة والمجهود لديك صغير جدا ولن يحصل تطور ملحوظ وذلك عكس ما سيحصل لو كان جهدك كله مركزًا على شيء او اثنين. 

جَزَّأ هدفك لمحطات

 إذا سألتك كيف تستطيع أن تأكل فيلا؟! فالمفروض أن تكون الإجابة قطعة بعد قطعة، وهذه العقلية بالضبط هي التي تحتاجها لتحقيق هدفك. 

حجم الهدف وأهميته عندك يمكن بسهولة أن يتحول لوسيلة ضغط عليك، ولكن إذا جزأت هدفك لأهداف صغيرة، وركزت فقط على النقطة الأولى منه، وعند الانتهاء منها تنتقل إلى التي تليها، فهذا سيجعلك تحس أن الموضوع سهل فتتكون عندك ثقة أكبر في نفسك. 

على سبيل المثال الذي يمكن أن تسقطه على أي هدف عندك، فرضنا مثلا أنني أريد أن أتعلم التصوير والمونتاج بشكل احترافي وأنا حاليا معلوماتي عن هذا الموضوع صفر. 

أنا عارف جيدا أن احتراف المونتاج بحر كبير وعالم ثانٍ أنا لا أعرف عنه أي شيء، وهناك العديد من البرامج والدورات التي يجب أن أشاهدها وأن أتدرب عليها كثيرا، ويا ترى متى سأنتهي من ذلك؟!! 

وما دام تفكيري هكذا فسأظل مضغوط، وهكذا تحول الحلم إلى كابوس لأن الموضوع فوق قدراتي! 

لكن هذا سيتغير إذا جزأت هدفي إلى محطات كالتالي 

أولا سأدرس الموضوع وأسأل عن المهارات التي يحتاجها الشخص لكي يكون محترفا في المونتاج، ولنفترض مثلا أنهم ست مهارات، عندها سأقوم كتابة الست مهارات في قائمة وأركز على أول مهارة منهم وأدرس المدة التي تحتاجها للانتهاء منها لكي أقيس تطوري بعد هذه المدة. 

وبهذا أصبح هدفي الذي يحفزني شيء بسيط مثل تعلم رسم شكل وتحريكه يمين وشمال بدلا ما كان هدفي احتراف المونتاج. 

ولأنه شيء سهل سأصبح متحفزا أكثر للانتهاء منه حتى أنتقل للبند الذي يليه، وهكذا سأشعر أنني أنجزت خطوة نحو طريق تحقيق هدفي وهذا أكبر حافز لكي أكمل وأنجز البند التالي بنفس الحماس الذي بدأت به إن لم يكن أكثر. 


الصديق قبل الطريق

إذا لم يكن الهدف الذي تنوي الوصول له شخصي أو سري، فالأفضل أن تجد شخصا تثق به وبحبه لك وتخبره عن الهدف الذي تريده. 

مثلا تقول له أنا أريد أن أتعلم الألمانية أو أريد أن أعرف كيف أفتح المشروع الفلاني أو أي هدف آخر. 

طيب ما هي الفائدة من ذلك؟! 

عندما تخبر أحد عزيز عليك عن هدفك فهذا سيفيدك من ٣ نواحي

لن تحب الظهور أمام هذا الشخص على أنك لا تمتلك عزيمة بل ستحب أن تظهر على أنك شخص لديه إصرار، وهذا سيكون دافعا لك لكي تكمل وتدع الكسل. 

وحتى لو تكاسلت فهذا الشخص الذي يحبك إذا وجد عزيمتك بدأت تقل سيحاول أن يشجعك، ومن الممكن أن يقول لك كلمة تغير طريقة تفكيرك.
هذا الشخص يمكن أن يكتشف بالصدفة شيئا معينا له علاقة بهدفك، ولأنه يعرف أنك تبحث عن هذا الهدف سيدلك عليه.

سجل وقِس تقدمك

لما تحدد هدفك يجب أن تفكر أولًا في كيفية قياس تطورك وتقدمك نحو هذا الهدف؟!   
الطريقة لذلك تكون على حسب نوع الهدف.
فمثلا إذا كان هدفك أن تتعلم لغة، إذا ستقيس تقدمك بزيادة حصيلة الكلمات وتطور المهارات الرئيسية الأربعة لهذه اللغة عندك وغيره.
وقياس التقدم يعد من أكثر الأشياء التي تحفزك لتكمل أو تنبهك على خطأ تفعله فتكتشفه مبكرا، فيكون علاجه أسهل. 

ارسم صورة هدفك

عقلك يفكر على هيئة صور سواء شئت أم أبيت؛ لأنه يمرر المعلومات على هيئة صور، وإذا رسمت صورة لهدفك فإن هذا سيساعدك جدا لا إرادياً في أن تظل متحمسا ومركزا على هدفك. 

أنت تحتاج إلى أن يعمل كل شيء بداخلك بتناغم يصب في مصلحة تحقيق هدفك، وبذلك داخليا وخارجيا عقلك الواعي وعقلك اللاوعي يجب أن يعملا معا نحو الهدف. 

نتفق جميعا على أن أي واحد فينا حوله أشياء كثيرة يفكر فيها، فلو حاولت بعقلك الواعي أن تفكر في كل شيء في نفس الوقت فإن عقلك سيتوقف، ولذلك عقلك الباطن يفلتر كل المعلومات من حولك ويسمح فقط بوصول المعلومات التي يجدها من وجهة نظره مفيدة لك أكثر من الباقي. 

على سبيل المثال: لو كنت مرة في مكان مزدحم مثلا وكل الناس تتكلم، فمن المستحيل أن تفهم ما يقوله كل منهم على حدة! 

كل الأصوات تتداخل مع بعضها، وأنت غير قادر على أن تميز واحدا فيهم عن الآخر؛ ولكن لو قال أحدهم اسمك في وسط هذه الزحمة تجد أنك استطعت أن تسمعه وقدرت أن تميز الحروف والأصوات الخاصة باسمك عن باقي الأصوات الموجودة!! 


 طيب لماذا؟! 

لأن عقلك الباطن قرر من كل هذه الأصوات إنه صوت اسمك هذا مهم بالنسبة لك فسمح بمروره إليك. 

ويحدث نفس الموضوع إذا رسمت هدفك بطريقة يمكن لعقلك أن يفهمها (صور) وكل فترة تنظر إليها، وهكذا فإنك تبرمج عقلك الباطن على أن هذا شيء مهم جدا لك ولو وجدت أي فرصة تساعدك على تحقيق هدفك سيدفعك عقلك نحوها وستركز فيها رغم كل المشتتات من حولك. 

وانتبه لأن رسم هدفك فقط لا يكفي، بل يجب أن تفكر فيه باستمرار وتتخيل حياتك بعد وصولك لهدفك. 

احرص قبل نومك مثلا على تخيل نفسك وقد وصلت لهدفك، وكيف صار احساسك وحياتك عندئذ؟! 

وعندها ستكتشف أنك حصلت على طاقة غريبة لا إرادياً وإصرار وحب للهدف، وستجد أن كل المصاعب بدأت تدريجيا تختفي. 

ختامًا بعض الأقوال المأثورة لأناس ناجحين وصلوا لهدفهم لكي نرى كيف كانوا يفكرون ونحاول أن نستفيد منهم:

كان (Walt Disney) دائماً يقول:

" The difference between winning and losing is most often not quitting". 

يعني الفرق بين الفوز والخسارة هو في أغلب الأحيان عدم الاستسلام. 

كان (Winston Churchill) يقول:

"If you are going through hell, KEEP GOING". 

 وهذا تقريبا نفس تفكير (Walt Disney)، حيث يقول لو كنت تمشي في وسط النار فاستمر في المشي لا تقف. 

الكاتبة والناشطة السياسية الامريكية (Helen Keller) تقول:

" keep your face to the sunshine and you can never see the shadow". 

يعني اجعل وجهك دائما تجاه شعاع الشمس ولن تستطيع أبدا أن ترى الظل، والاستعارة هنا أن شعاع الشمس هو هدفك فلا تلتفت عنه، وطالما كان تركيزك عليه فلن ترى الظل الذي يشير إلى أي شيء يشتتك او يحبطك. 

وأختم بحكمة من الملاكم (محمد علي كلاي) 

الذي أيا كان ما تمر به فإن محمد علي مر بأسوء منه والذي يقول:

" Don't count the days... make the days count" 

يعني لا تعد الأيام ولكن اجعل الأيام تستحق العد، اجعل كل يوم ذا قيمة. 

راجع نفسك هل أنجزت شيئا ذا قيمة اليوم ويساعدك على تحقيق هدفك؟! إذا كانت إجابتك بنعم فلا تعد الأيام أنت في الطريق الصحيح، أما لو كانت الإجابة بلا راجع نفسك واجعل كل يوم له قيمة في حياتك. 

وتذكر دائماً أن أي خبير في أي مجال في أي دولة في العالم كان في يوم من الأيام مبتدئ، وطالما هو استطاع الوصول لهدفه فأنت أيضا تستطيع. 

وبالتوفيق ان شاء الله.

عن المؤلف

طبيب عام خريج كلية الطب بجامعة الأزهر، أسعى من خلال موقع دكتور هايبو إلى تقديم محتوى طبي تعليمي وتثقيفي مفيد بإذن الله، وذلك من خلال نشر مختلف الموارد التعليمية لدارسي الطب والصيدلة والتمريض وباقي التخصصات الطبية.

إرسال تعليق

مواضيع من نفس القسم
ملفات تعريف الارتباط
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط وتقنيات التتبع الأخرى لتحسين تجربة التصفح الخاصة بك على موقعنا الإلكتروني ، ولإظهار المحتوى المخصص والإعلانات المستهدفة لك ، وتحليل حركة المرور على موقعنا ، وفهم من أين يأتي زوارنا.
أوبس!
يبدو أن هناك خطأ في اتصالك بالإنترنت. يرجى الاتصال بالإنترنت والعودة للتصفح مرة أخرى.